جعفر عبد الكريم الخابوري
جعفر عبد الكريم الخابوري
جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الحقيقه نور على طريق الهدايه
 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 136
تاريخ التسجيل : 22/05/2023

مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري    مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري  I_icon_minitimeالإثنين مايو 22, 2023 11:51 am

عندما تخرجت في الكلية صرت أعمل في مستشفى كبير يستقبل مئات الحالات يوميًا. كنت أمشي في الممر متجهًا إلى القسم الذي أعمل به عندما استوقفني ذلك الفتى .. فتى يبدو أنه ريفي من القرى المحيطة بالمدينة. اتجه نحوي في ثقة وبخطورة سألني:
ـ"كيف حال العمدة اليوم؟"
العمدة؟.. إن المستشفى يستقبل ثلاثين عمدة على الأقل كل يوم. لابد أن هناك في هذه اللحظة عشرين عمدة في قسم الجراحة والعناية المركزة. لكن الفتى من قرية صغيرة، وبالطبع أهم شخص في قريتهم هو العمدة .. بالتأكيد يحسب أن سيارات الإسعاف راحت تعوي، وأضواء حمراء راحت تضيء في كل مكان من المستشفى، بينما صوت مذعور من مكبر صوت يردد:
ـ"عمدة قرية (فحل الجميز) هنا في المستشفى!.. يتم إلغاء الإجازات واستدعاء الأطباء!"
ولابد أننا رحنا نركض مذعورين، بينما وقف مدير المستشفى يجفف عرقه ويصرخ فينا:
ـ"عمدة قرية (فحل الجميز).. أنتم تعرفون ما يجب عمله! .. لا أريد أخطاء!"
وهكذا يعمل المستشفى كله على قدم وساق من أجل المريض المهم. وفي كل لحظة يأتي تقرير بالحالة:
ـ"عمدة قرية (فحل الجميز) قد ارتفعت حرارته .. عمدة قرية (فحل الجميز) يشكو من صداع .. عمدة قرية (فحل الجميز) يشكو من أن الوسادة غير مريحة.."
لم أستطع أن أخبر الفتى أنني لا أعرف عمدة قريتهم .. لذا قلت له في تحفظ:
ـ"بخير. لكن حالته ما زالت خطرة.."
قال بصيغة آمرة وهو يشير بسبابته إلى صدري، مع لهجة تهديد لا شك فيها:
ـ"أرجو أن تهتموا به أكثر من هذا."
ثم انصرف ماشيًا بثقة كأنه صاحب المستشفى.. يكفيه أنه من ذات القرية التي صار العمدة عمدة لها..
كلنا نعيش في عالمنا الضيق فيما يسميه الغربيون brain in a vat أو المخ المحفوظ في إناء زجاجي. فجأة يتجرأ المرء ليدرك أن هناك عالمًا خارج الإناء الزجاجي، وعالمًا خارج جدران الغرفة. تقريبًا هذا ما فعله العالم الأمريكي إدوين هابل الذي توفي عام 1953، عندما استعمل أقوى وأكبر مرصد في الكون وهو تلسكوب (هووكر) فوق جبل ويلسون ليفحص سديم (أندروميدا) النجمي. هنا رأى لشدة دهشته أن السديم يحوي نجومًا لا تختلف عن نجوم درب التبانة الذي حسبه العلماء هو الكون. إذن الكون لم ينته بعد. هذا يعني أن الكون يمتد إلى مسافات مروعة وأننا بمشاكلنا وحياتنا ضئيلون جدًا.
مع الوقت تدرك أنك موظف صغير في بلدة صغيرة .. وهذه البلدة توجد في بلد من العالم الثالث .. وهذا العالم الثالث يوجد في كوكب صغير اسمه الأرض .. الأرض كوكب في مجموعة شمسية صغيرة .. والمجموعة الشمسية ضمن مجرة صغيرة في الكون الفسيح المليء بالمجرات...
قل لي بربك: كيف أعرف أخبار عمدة (فحل الجميز) بعد هذا؟

د. أحمد خالد توفيق
____
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ryfgfdgff765.ahlamontada.com
 
مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: