- عندما بحثت حولي وجدت كل الناس أو معظمهم يعانون هذه المشكلة. يجد الرجل أنه مفلسًا تمامًا وأن ما يملكه من مال موضوع كله في هذه الشقة أو قطعة الأرض تلك.. لا أحد ينعم بما يملكه أبدًا إنما الجميع ينتظرون فرصة أفضل، مذعورين قلقين.. وقد زرت صديقًا لي يمتلك أرضًا في مساحة مدينة القاهرة ذاتها، فوجدت أثاث البيت مهشمًا، والسجادة مثقوبة، فلما جاء وقت الغداء قدم لي كمية شحيحة جدًا ، وقال آسفًا:
ـ«معذرة.. الحقيقة هي أنني لا أملك مليمًا، ونحن في ضائقة مالية مزمنة»!
أفهم مشكلته تمامًا.. لا يجرؤ أبدًا على بيع الأرض لأن سعرها سيرتفع .. لديه فكرة مبهمة عن يوم يبيع فيه ويصير فيه ثريًا وينعم بما ادخره، لكن هذا اليوم لا يأتي أبدًا.. لقد صار مكبلاً بالجشع ولن يتحرر أبدًا إلا في القبر. بمعنى آخر لن ينتفع بهذا المال سوى الورثة الذين أرجو ألا ينتظروا ارتفاع الأسعار بدورهم.
د. أحمد خالد توفيق